ضمن سلسلة أوراق فلسطينية، أصدر مدى الكرمل- المركز العربي للدراسات الاجتماعيّة التطبيقيّة، ورقة جديدة للباحث في السياسة العامة حبيب مخّول، الحاصل على الماجستير في المجال من جامعة يورك في بريطانيا، تحمل عنوان ("طلعت ريحتكو": حروب القُمامة في البلدات العربيّة داخل الخطّ الأخضر وتبعاتها).
تتطرق الورقة إلى جمع النُّفايات كإحدى الخدمات الأساسّية التي يجب أن تقدّمها السلطات المحلّيّة للسكّان. عدم توفير هذه الخدمة من شأنه أن يؤثّر سلبيًّا على جودة حياة السكّان، قد يبلغ حدّ المسّ الجِدّيّ في رفاهيَتهم وصحّتهم وسلامتهم. هذا ما حدث مؤخَّرًا في عدد من قرانا ومدننا العربيّة في الداخل، من بينها بلدة جدَيْدة-المكر ومدينة الناصرة؛ إذ تكدّست فيهما جبال من النُّفايات جرى حرقها لينبعث منها دخان أسود وموادّ سامّة. ترمي هذه الورقة إلى طرح وعرض أزمة جمع النُّفايات في البلدات العربيّة ومَخاطرها البيئيّة، وأثرها على مكانة السلطات المحلّيّة العربيّة، وتَبِعاتها على المجتمع العربيّ على وجه العموم.
تدّعي الورقة أن مشكلة النُّفايات ليست حصريّةً فقط لقرى كجدَيْدة-المكر، أو مدن كعرّابة والناصرة، بل هي خطر وتهديد حقيقيّ لكلّ البلدات في الداخل الفلسطينيّ. ولا يختلف تعامل الدولة مع هذه الأزمة عن تعاملها العدائيّ مع المواطنين الفلسطينيّين؛ فهي (الدولة) لم تأتِ بالحلول وربّما لن تأتي بها. تشكّل أزمة النُّفايات نافذة صغيرة تعكس الكثير من مشاكل المجتمع العربيّ، ابتداءً من ضائقة الفقر وعدم الاكتراث لمحيطهم وبيئتهم، وصولًا إلى تفشّي العنف والجريمة وتواطؤ مؤسَّسات الدولة معها، بالإضافة إلى هشاشة السلطات المحلّيّة العربيّة وقلّة حيلتها في التعامل مع هذه الآفة التي تركت سكّان هذه البلدات عرضةً للأضرار البيئيّة والصحّيّة من ناحية، ومن ناحية أخرى جعلت احتمال تقليص ميزانيّات خدمات السلطات المحلّيّة الأخرى احتمالًا قائمًا، وذلك على حساب ارتفاع تكلفة حلّ أزمة لَـمّ النُّفايات.
لقراءة الورقة يرجى الضغط هنا